قصيدة (رمت الفؤاد)
عنترة
رَمَـتِ الفُـؤَادَ مَـلِيحَــةٌ عَـذْرَاءُ
بِـسِهَـامِ لَـحْـظٍ مَـالَـهُـنَّ دَوَاءُ
مَـرَّتْ أَوَانَ الـعِيـدِ بَيْـنَ نَـوَاهِـدٍ
مِثْـلِ الشُّمُـوسِ لِحَـاظُهُـنَّ ظِبَـاءُ
فَاغْتَالَنِـي سَقَمِـي الَّـذِي فِي بَاطِنِـي
أَخْـفَيْتُــهُ فَـأَذَاعَــهُ الإِخْـفَـاءُ
خَطَرَتْ فَقُلْتُ قَضِيـبُ بَانٍ حَـرَّكَتْ
أَعْطَـافَـهُ بَعْـدَ الجَـنُـوبِ صَبَـاءُ
وَرَنَـتْ فَقُلْـتُ غَـزَالَـةٌ مَذْعُـوَرةٌ
قَـدْ رَاعَـهَا وَسْـطَ الفَـلاةِ بَـلاءُ
وَبَـدَتْ فَقُلْـتُ البَـدْرُ لَيْلَـةَ تِـمِّهِ
قَـدْ قَلَّـدَتْـهُ نُجُـومَـهَا الجَـوْزَاءُ
بَسَمَـتْ فَلاحَ ضِيَاءُ لُـؤْلُـؤِ ثَغْـرِهَا
فِيْـهِ لِـدَاءِ العَـاشِقِيـنَ شِـفَـاءُ
سَجَـدَتْ تُعَظِّـمُ رَبَّـهَا فَتَمَايَلَـتْ
لِجَـلالِـهَـا أَرْبَـابُنَـا العُظَمَـاءُ
يَاعَبْـلَ مِثْـلُ هَـوَاكِ أَوْ أَضْعَافُـهُ
عِنْـدِي إِذَا وَقَـعَ الإيَـاسُ رَجَـاءُ
إِنْ كَانَ يُسْعِدُنِـي الزَّمَـانُ فَإِنَّنِـي
فِـي هِـمَّتِـي لِصُـرُوفِـهِ إِزْرَاءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة ( إذا فاض دمعي )
عنترة
إذا فاض دمعي واستهل على خدي
وجاذبني شوقي إلى العلم السعـدي
أذكـر قومي ظلمهم لي وبغيهـم
وقلة انصافـي على القرب والبعد
بنيـت لهم بالسيف مجدا مشيـدا
فلما تناهى مـجدهم هدموا مجدي
يعيبـون لونـي بالسواد وإنـما
فعالهم بالخبث أسود من جلـدي
فوا ذل جيرانـي إذا غبت عنهـم
وطال المدى ماذا يلاقون من بعدي
أتـحسب قيس أنني بعد طردهـم
أخاف الأعادي أو أذل من الطرد
وكيف يحل الذل قلبي وصارمـي
أذا اهتز قلب الضد يخفق كالرعـد
متـى سل في كفي بيوم كريهـة
فلا فرق ما بين المشايخ والـمرد
وما الفخر إلاّ أن تكون عمامتـي
مكورة الأطراف بالصارم الهنـدي
نديـمي إما غبتمـا بعد سكـرة
فلا تذكرا أطلال سلمى ولا هنـد
ولا تذكرا لي غيـر خيل مغيـرة
ونقـع غبـار حالك اللون مسـود
فإن غبـار الصافنـات إذا عـلا
نشقـت له ريـحا ألـذ من النـد
وريـحانتي رمحي وكاسات مجلسي
جـماجم سادات حراص على المجد
ولي من حسامي كل يوم على الثرى
نقـوش دم تغني الندامى عن الـورد
وليس يعيب السيف إخلاق غمـده
إذا كـان في يوم الوغى قاطع الحـد
فللـه دري كـم غبـار قطعتـه
على ضامر الجنبيـن معتـدل القـد
وطاعنت عنه الخيل حتـى تبـددت
هزامـا كأسراب القطاء إلى الـورد
فـزارة قد هيجتـم ليـث غابـة
ولم تفرقـوا بين الضـلالة والرشـد
فقولـوا لحصـن إن تعانى عداوتـي
يبيـت على نار من الحزن والوجـد